واقع التجزئة العربية

**اسيرة الدموع** الإثنين سبتمبر 07, 2009 9:47 am

اسرائيل وواقع التجزئة العربية

إن النظر بتمعن في تاريخ الصراع العربي الإمبربالي الصهيوني يقودنا إلى أن إسرائيل أوجدت في فلسطين لمنع الوحدة العربية ومهمتها الأساسية كرأس حربة امبريالية في قلب الوطن العربي تفصل بين مشرقه ومغربه وتعمل على تأجيج الصراع في المنطقة وإشعال الحرائق بشكل مستمر والعمل على نشر ثقافة التجزئة والطائفية والمذهبية وتحريك الإقليات الأثنية في المنطقة والحفاظ على حالة من عدم الإستقرار والعمل الدؤوب والمستمر ضمن خطط مبرمجة ومدروسة مسبقا على نشر ثقافة الهزيمة وجلد الذات وتأجيج الصراعات البينية .

إن واقع التجزئة العربية الراهن ضمن 22 كيانا مصطنعا صمم ونفذ بأدوات غربية استعمارية وكان سايكس بيكو الخطوة الأولى ووعد بلفور الخطوة الثانية ولم يكن مصادفة رسم حدود على الأرض لتشكيل دول تكون بمثابة الحزام الآمن لكيان لقيط يشكل بهدوء وروية في فلسطين . للتمهيد للسيطرة على أهم منطقة استراتجية في العالم .

وكان من الضروري على مؤسس هذه الكيانات والذي بدأ بالخروج المذل وتحت ضربات الثوار في كل شبر على الأرض العربية أن يترك ذيولا وأذنابا له في كل من هذه الكيانات لتعمل على تحقيق مصالحه والتي تقوم بدور المساعد للكيان اللقيط في فلسطين في تكريس هذا الواقع (واقع التجزئة ) وفي حماية هذا الكيان الغاصب من الشعب العربي .

وفي ظل هذا الواقع الذي توج عام 2003 باحتلال العراق ومن ثم احتلال الصومال وبتهديد سوريا والسودان .

نشأت مقاومات عربية شعبية في فلسطين ولبنان والعراق والصومال أجبرت العدو تحت وقع ضرباتها للتسليم بوقف مشروعه إن لم نقل هزيمته واستطاعت المقاومة لشعبنا في العراق أن تكبح جماح المشروع الأمريكي بالسيطرة على المنطقة وسرقة مقدراتها حتى بات وجوده في أرض الرافدين يشكل عبأ ثقيلا عليه وخروجه منها بذل انهيارا للمنظومة الإمبريالية .

وفي نفس الوقت تمكنت المقاومة العربية في جنوب لبنان من قهر الجيش الذي كُرس في عقولنا أنه لا يقهر وطالت ضربات المقاومة عمق الكيان واستطاعت للمرة الأولى في تاريخ الصراع نقل المعركة إلى داخل الكيان وسحقت بذلك نظرية الآمن الإسرائيلي واستراتجية الذراع الطويلة والحسم السريع .

أما عن المقاومة العربية لأهلنا في فلسطين المستمرة منذ قرن من الزمان استطاعت بالقوة والحزم بإعادة هذا الكيان إلى التقوقع واضطرته لبناء جدار الجيتو بيده محتميا وراءه من ضربات استشهادي وفدائي بيت المقدس .

وبدأت الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تستيقظ من سبات طويل في ظل ثقافة الهزيمة وبدأت بالالتفاف حول مقاومتها ورفعت الرأس ثانية واستيقظت العزة والكرامة من جديد في شوارع القاهرة ودمشق وبغداد وبيروت والقدس والرباط وكل العواصم العربية .

فاستشعرت الإمبريالية والصهيونية الخطر فبدأت بالإلتفاف على مشروع المقاومة بتحريك النزاعات الطائفية والمذهبية مسخرة لذلك آلة إعلامية جبارة ودهاء استخبارتي قذر لحرف جهة السلاح وتحويل السلاح المقاوم إلى سلاح مجرم وبأموال سرقت من شعبنا اسست فرق موت هنا وفرق موت هناك وقناة فضائية هنا وأخرى هناك وجريدة هنا وجريدة هناك وبدأ البترودولار يداهم نخب عفنة هنا وأخرى هناك والكل مكرس ويعمل لحرف البوصلة وخلق حالة ضباب تلف الوطن العربي بكامله وتاهت بوصلة الكثيرين تحت وطأة البترودولار .

إن المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي هو وبدقة المشروع المضاد للمشروع النهضوي العربي وتحقيق دولة الوحدة . وبمقاومته وهزيمته ستعود فلسطين والعراق والصومال إلى دولة الوحدة الدولة الأمل المنشود لهذه الأمة .

لهذا يجب أن نحسم أمرنا ونقف بقوة في وجه كل المشاريع الطائفية والمذهبية والإثنية باعتبارها جزء من المشروع الإمبريالي الصهيوني . ومحاربة كل أنظمة الردة والعمالة المندرجة ضمن المشروع والتي تسوق للتطبيع مع العدو وتنسيق الجهود عبر الحدود لإلغاء المعاهدات المذلة وفضحها وأصحابها والعمل على نشر ثقافة المقاومة وتفعيل سلاح المقاطعة .

وهذا يتم الآن بالتواصل والتنسيق العابر لهذه الحدود .