صفقــة عــادلة ..!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صفقــة عــادلة ..!
" أعزاءنـا الركاب .. المرجو من حضرتكم ربط الأحزمة استعداداً للهبوط وشكراً "
كان يراجع أوراقه للمرة الأخيرة ، قبل اجتماعه مع السيد / حسان ، الذي لم يراه قبل الآن ، وكل ما يعرفه عنه ، هو تلك المراسلات بين شركتيهمـا في مصر و السعودية حيث مقر شركة السيد / حسان .
تلك المراسلات التي أثمرت عن اتفاق مبدأي بينهمـا ، اشترط فيها السيد / حسان حضوره إلى مدينة جدة لتوقيع جميع العقود ، التي ستنعش آمال شركته بعد الخسائر التي منيت بها في القترة الأخيرة .
وعند هبوط الطائرة ، اعتدل في مقعده ، ورتب أوراقه وهندامه ليبدو أنيقاً ذا مهابة ٍ أمام السيد / حسان ، وخاصة ً أنه اللقاء الأول بينهمـا .
وعند خروجه إلى صالة المطار ، قرأ أسمه على لوحة ٍ يحملها رجل أنيق ، استبعد - في باديء الأمر - أن يكون هو السيد / حسان بنفسه قد قدم للقياه ، ولم يرسل أحد مخدوميه لهذه المهمة .
- مرحباًَ .. أنا السيد / رامز ، ثم إنه ابتسم ..
- مرحباً .. أنا السيد / حسان ..
وبادله ابتسامة .. لم يكد يجزم بأنها ابتسامة ً حميمية أبداً ..!
- تفضل يا سيد / رامز من هنــا ..
قال جملته الأخيرة وهو يشير إلى عربته الفارهة الواقفة أمام إحدى بوابات المطار ..
ثم إنهما صعدا إلى السيارة في تصنع متبادل ، لكن ما كان يشغل بال السيد / رامز هو تلك الصفقة التي ستنعش امآله من جديد ..
- ما رأيك أن نحتسي فنجان قهوة قبل الذهاب إلى الفندق ..؟
- كما تريد يا سيد / حسان ..
- أعرف مقهى قريب من هنـا ، ستعجبك قهوته ..
تبادلا ضحكات مصطنعة بعدهـا ، ثم إنهمـا مضيـا سريعاً هنـاك ..
- أتعلم يا سيد / رامز .. ! هذا المقهى أقصده منذ أكثر من خمس سنوات ، وتحديداً بعد عودتي من مصر ..
- هل كنت بمصر للسياحة أم للعمل .. ؟
- بل كنت أكمل شهادة الماجستير هنـاك ، لي في مصر ذكريات جميلة .. جدً ..
- مصر جميلة بالفعل ..
- تفضل ها قد وصلنا ..
رحب ذلك النادل بالسيد ( حسـان ) أيمـا ترحيب ، وسرعان ما قادهما إلى طاولة السيد ( حسان ) التي تعود القعود عليها ..
- من هنا يا ســادة تفضلا ..
- شكراً ..
- نحن على عجلة ٍ من أمرنـا ، فنجانان من القهوة .. بسرعة لو سمحت ..
- حاضر ، بإذنكمـا .. ثم إن النادل انصرف .
كانت تعابير وجه ( رامز ) تنم عن قلقه ، الذي حاول جيداً إخفاؤه أما مستضيفه القاعد في ثقة ٍ أمامه .
- ما رأيك في المكان ..؟
- جميل ، وهـاديء ..
- أتعلم .. ! هذا النادل يذكرني برجل عجوز وذكرى مؤلمة حدثت لي في مصر قبل أن أستقر هنـا ..
حاول ( رامز ) أن يظهر اهتمامه لمستضيفه في حركة من يده على الطاولة ، ونظراته التي تعلقت في وجه السيد ( حسان ) ، فأردف السيد ( حسان ) قائلاً :
- نعم .. يشبه ذلك العجوز الذي خسر ابنته في لعبة قمار .. أتصدق ..؟!
- وكيف ذلك ؟
- سأخبرك .. سأخبرك .. كان هذا العجوز قد خسر من أحدهم لعبة قمار ، فأضطر أن يجوز ابنته إلى هذا الشاب لإيفاء الدين .. هل جربت أن تلعب قمار قبل اليوم يا سيد ( رامز ) ؟
قالها ممازحاً إياه وقد أشعل سيجاره الكوبي أمامه ..
- لا .. لم أفعل ..
كان السيد ( رامز ) يترقب الوقت ، ويدعو من الله أن ينتهي السيد ( حسان ) من قصته هذه ، حتى يبدءآ الحديث عن تلك الصفقة ، لكنه أبقى على هدوءه المصطنع امامه .
- تفضلا القهوة يا سيدي ..
- شكراً أيها النادل ..
مال السيد ( حسان ) إلى ( رامز ) وأسر له ( صدقني يشبهه جداً ) ثم ابتسم ..
- وماذا حدث بعد ذلك يا سيد ( حسان ) ..؟
- آه .. كانت بيني وبين ابنة هذا العجوز قصة حب ٍ كبيرة لا يعلمها غيرنا ، فتألمت جداً حينها مما جرى لها ولم أكن أملك ما يجعلني ادافع عنها وقتها . فسافرت ..
- لا أعتقد بأن هناك امراة تستحق أن تحزن لأجلها يا سيد ( حسان ) .. قالها وهو يبتسم ..
- بالمناسبة يا سيد ( رامز ) ، هل هي سكرتيرتك التي أجابت على الهاتف عندما اتصلت بك لأول مرة ؟
- لا .. هي زوجتي ، وهي من أخبرتني بضرورة السفر إليك لإتمام الصفقة ..
- وبقيت اتابع أخبارها أولاً بأول .. حتى يومنا هذا ، وقد أنجبت بنتاً جميلة ، أسمتها ( مريم ) و ..
علا رنين هاتف السيد ( حسان ) المحمول ، فاستئذن بإيماءة ٍ من عينيه للرد ..
- أهلا ً .. هل أنت ِ في المطار ؟ جيد جيد .. لا تنسي أن تأخذي المعاطف يقولون بأن جو ( باريس ) الآن بارد جداً .. ممم نعم نعم .. طيارتي بعد ساعتين من الآن .. اتفقنا ، مع السلامة يا حبيبتي ..
اعتذر في لباقة من ضيفه على المقاطعة ثم أردف قائلاً :
- المهم يا سيد ( رامز ) ، عرفت بأن ابنتها على جواز سفره هو ، وتعلم لا يمكنها هجره إلاّ بعد أن يقوم هو بملأ إرادته بفصل ابنته من جواز سفره إلى جواز سفرها ..حتى تستطيع الهرب منه وابنتها ..
- يا سيد ( حسان ) ، لا أقصد المقاطعة ، لكنك تعلم بأن وقتي قليل هنا ، فما رأيك أن نكمل حكايتكَ بعد أن نمضي عقد الصفقة ..
ابتسم السيد ( حسان ) ابتسامة الظافر ، ثم اعتدل في جلسته ، ثم قال له :
- ومن قال لك بأن الصفقة لم تتم بعد ..!
- لم أفهم يا سيد ( حسان ) ماذا تقصد ؟
-حسناً .. قل لي يا سيد ( رامز ) أين زوجتك الآن ؟
- ماذا تقصد ؟ قالها وقد شعر بأن شيئاً مـا قادم من بين شفاه هذا الرجل القاعد امامه ..
- حسناً .. آن لـ ( بثينة ) أن تتحرر منك َ أيها الذكي ، ورحلتها قد أقلعت إلى باريس أيها الأحمق . مارأيك بهذه الصفقة ؟ استمتع بقهوتك ..
علت قهقهات ( حسان ) وهو يخرج من باب المقهى ، وتركه وقد دفن رأسه بين كفيــه ..
تمت ..
كان يراجع أوراقه للمرة الأخيرة ، قبل اجتماعه مع السيد / حسان ، الذي لم يراه قبل الآن ، وكل ما يعرفه عنه ، هو تلك المراسلات بين شركتيهمـا في مصر و السعودية حيث مقر شركة السيد / حسان .
تلك المراسلات التي أثمرت عن اتفاق مبدأي بينهمـا ، اشترط فيها السيد / حسان حضوره إلى مدينة جدة لتوقيع جميع العقود ، التي ستنعش آمال شركته بعد الخسائر التي منيت بها في القترة الأخيرة .
وعند هبوط الطائرة ، اعتدل في مقعده ، ورتب أوراقه وهندامه ليبدو أنيقاً ذا مهابة ٍ أمام السيد / حسان ، وخاصة ً أنه اللقاء الأول بينهمـا .
وعند خروجه إلى صالة المطار ، قرأ أسمه على لوحة ٍ يحملها رجل أنيق ، استبعد - في باديء الأمر - أن يكون هو السيد / حسان بنفسه قد قدم للقياه ، ولم يرسل أحد مخدوميه لهذه المهمة .
- مرحباًَ .. أنا السيد / رامز ، ثم إنه ابتسم ..
- مرحباً .. أنا السيد / حسان ..
وبادله ابتسامة .. لم يكد يجزم بأنها ابتسامة ً حميمية أبداً ..!
- تفضل يا سيد / رامز من هنــا ..
قال جملته الأخيرة وهو يشير إلى عربته الفارهة الواقفة أمام إحدى بوابات المطار ..
ثم إنهما صعدا إلى السيارة في تصنع متبادل ، لكن ما كان يشغل بال السيد / رامز هو تلك الصفقة التي ستنعش امآله من جديد ..
- ما رأيك أن نحتسي فنجان قهوة قبل الذهاب إلى الفندق ..؟
- كما تريد يا سيد / حسان ..
- أعرف مقهى قريب من هنـا ، ستعجبك قهوته ..
تبادلا ضحكات مصطنعة بعدهـا ، ثم إنهمـا مضيـا سريعاً هنـاك ..
- أتعلم يا سيد / رامز .. ! هذا المقهى أقصده منذ أكثر من خمس سنوات ، وتحديداً بعد عودتي من مصر ..
- هل كنت بمصر للسياحة أم للعمل .. ؟
- بل كنت أكمل شهادة الماجستير هنـاك ، لي في مصر ذكريات جميلة .. جدً ..
- مصر جميلة بالفعل ..
- تفضل ها قد وصلنا ..
رحب ذلك النادل بالسيد ( حسـان ) أيمـا ترحيب ، وسرعان ما قادهما إلى طاولة السيد ( حسان ) التي تعود القعود عليها ..
- من هنا يا ســادة تفضلا ..
- شكراً ..
- نحن على عجلة ٍ من أمرنـا ، فنجانان من القهوة .. بسرعة لو سمحت ..
- حاضر ، بإذنكمـا .. ثم إن النادل انصرف .
كانت تعابير وجه ( رامز ) تنم عن قلقه ، الذي حاول جيداً إخفاؤه أما مستضيفه القاعد في ثقة ٍ أمامه .
- ما رأيك في المكان ..؟
- جميل ، وهـاديء ..
- أتعلم .. ! هذا النادل يذكرني برجل عجوز وذكرى مؤلمة حدثت لي في مصر قبل أن أستقر هنـا ..
حاول ( رامز ) أن يظهر اهتمامه لمستضيفه في حركة من يده على الطاولة ، ونظراته التي تعلقت في وجه السيد ( حسان ) ، فأردف السيد ( حسان ) قائلاً :
- نعم .. يشبه ذلك العجوز الذي خسر ابنته في لعبة قمار .. أتصدق ..؟!
- وكيف ذلك ؟
- سأخبرك .. سأخبرك .. كان هذا العجوز قد خسر من أحدهم لعبة قمار ، فأضطر أن يجوز ابنته إلى هذا الشاب لإيفاء الدين .. هل جربت أن تلعب قمار قبل اليوم يا سيد ( رامز ) ؟
قالها ممازحاً إياه وقد أشعل سيجاره الكوبي أمامه ..
- لا .. لم أفعل ..
كان السيد ( رامز ) يترقب الوقت ، ويدعو من الله أن ينتهي السيد ( حسان ) من قصته هذه ، حتى يبدءآ الحديث عن تلك الصفقة ، لكنه أبقى على هدوءه المصطنع امامه .
- تفضلا القهوة يا سيدي ..
- شكراً أيها النادل ..
مال السيد ( حسان ) إلى ( رامز ) وأسر له ( صدقني يشبهه جداً ) ثم ابتسم ..
- وماذا حدث بعد ذلك يا سيد ( حسان ) ..؟
- آه .. كانت بيني وبين ابنة هذا العجوز قصة حب ٍ كبيرة لا يعلمها غيرنا ، فتألمت جداً حينها مما جرى لها ولم أكن أملك ما يجعلني ادافع عنها وقتها . فسافرت ..
- لا أعتقد بأن هناك امراة تستحق أن تحزن لأجلها يا سيد ( حسان ) .. قالها وهو يبتسم ..
- بالمناسبة يا سيد ( رامز ) ، هل هي سكرتيرتك التي أجابت على الهاتف عندما اتصلت بك لأول مرة ؟
- لا .. هي زوجتي ، وهي من أخبرتني بضرورة السفر إليك لإتمام الصفقة ..
- وبقيت اتابع أخبارها أولاً بأول .. حتى يومنا هذا ، وقد أنجبت بنتاً جميلة ، أسمتها ( مريم ) و ..
علا رنين هاتف السيد ( حسان ) المحمول ، فاستئذن بإيماءة ٍ من عينيه للرد ..
- أهلا ً .. هل أنت ِ في المطار ؟ جيد جيد .. لا تنسي أن تأخذي المعاطف يقولون بأن جو ( باريس ) الآن بارد جداً .. ممم نعم نعم .. طيارتي بعد ساعتين من الآن .. اتفقنا ، مع السلامة يا حبيبتي ..
اعتذر في لباقة من ضيفه على المقاطعة ثم أردف قائلاً :
- المهم يا سيد ( رامز ) ، عرفت بأن ابنتها على جواز سفره هو ، وتعلم لا يمكنها هجره إلاّ بعد أن يقوم هو بملأ إرادته بفصل ابنته من جواز سفره إلى جواز سفرها ..حتى تستطيع الهرب منه وابنتها ..
- يا سيد ( حسان ) ، لا أقصد المقاطعة ، لكنك تعلم بأن وقتي قليل هنا ، فما رأيك أن نكمل حكايتكَ بعد أن نمضي عقد الصفقة ..
ابتسم السيد ( حسان ) ابتسامة الظافر ، ثم اعتدل في جلسته ، ثم قال له :
- ومن قال لك بأن الصفقة لم تتم بعد ..!
- لم أفهم يا سيد ( حسان ) ماذا تقصد ؟
-حسناً .. قل لي يا سيد ( رامز ) أين زوجتك الآن ؟
- ماذا تقصد ؟ قالها وقد شعر بأن شيئاً مـا قادم من بين شفاه هذا الرجل القاعد امامه ..
- حسناً .. آن لـ ( بثينة ) أن تتحرر منك َ أيها الذكي ، ورحلتها قد أقلعت إلى باريس أيها الأحمق . مارأيك بهذه الصفقة ؟ استمتع بقهوتك ..
علت قهقهات ( حسان ) وهو يخرج من باب المقهى ، وتركه وقد دفن رأسه بين كفيــه ..
تمت ..
رد: صفقــة عــادلة ..!
مشااركه جميله وجهود موفق وطيب
مـــــــــرام- مشـــــرفــــه
- عدد المساهمات : 180
نقاط : 237
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
العمر : 36
الموقع : نــابــلــــس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى