صوت قضم ينبعث من الزاوية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صوت قضم ينبعث من الزاوية
صوت قضم ينبعث من الزاوية
الكلمات تنساب شلالا متدفقاً , صوت قضم ينبعث من زاوية مظلمة , يتراجع المد وينحسر الموج ..
شنت اذنيها تحاول ان تَتََبين مصدر الصوت , رأته يطل برأسه الصغير يحملق بعينين صغيرتين كعودي ثقاب , تسمرت مكانها , قشعريره باردة تهزها : انت ؟
مضى الى مكتبها صاحت : لن اسمح لك بقضمة , انه عصارة عمري وايامي انه قدري ..
رمقها بنظرة وقال : انا قدرك ولا قدر لك سواي ..
هرعت تدافع عن قدرها بِأِصرار ؟ لم تترك قصاصة ورق الا وبحثت داخلها وخارجها , لا اثر له , ضحكت من نفسها , لعلها واهمة ,
عادت الى الموج تحاول ان تغرق منه لترتوي عاد من جدد , في عينيه اصرار غريب سمعته يقول :
لماذا لا اكون بطل ايامك القادمة ؟
هزت رأسها مستنكرة : بطل ؟ انت ؟ أٍِلزم حدودك وَعُدْ الى جحرك ..
رد باعتداد : لا تتعالي والليل يجمعنا .
قالت : ستظل فأراً حتى لو كنت اسداًَ.
ضحك , خنجر يُدَمي ايامها , اقترب منها , ابتعدت : قف مكانك ! لا تتحرك !
توقف في تحفز : لاحظي لا انفاس في الغرفة غير انفاسي وانفاسك ...
سخرت ثانية : انت واهم وتحب ان ترفع من شأنك .
حاول ان يستفزها : بل سأظل احط من قدرك .
ردت : تلك مشكلتك لا شأن لي بها .
قال متابعاً : سأظل في دائرة ايامك لن تستطيعي مني فكاكا ...
فحملقت به أصدرت مواءاً كالقطط , وثبت وثبة تراجع الى الوراء .. ضحكت : ها انت تتراجع ايها البطل , يخيفك ويفزعك المواء ..
قال : انا اساعد للضربة القاضية .
ردت : تهديد اجوف كداخلك .
صاح يقلد الأسد : انا داخلك وخارجك انا كل مسارك .
قالت : بامكانك ان تزأر وان تصهل وان ...
استدار ومضى سريعاً , يقضم الكلمات , الحروف , الفواصل , وجدت نفسها تلهث وراء مفتاح الصول , الاوتار مهزوزة واللحن نشاز , ما زال امامها , تراه وتحس به , يدخل جيوبها , يخرج من اكمامها , يشدها من اذنيها , تحاول ان تبعده , اسنانه الحادة تنغرس في جلدها , تتألم ولا تصيح تكتم انفاسها , حركة اتية من بُعدْ تقترب , يمضي الفأر منزعجاً تسمعه يقول : لا تفرحي كثيراً سأعود ..
صوت وَلَدَها يأخذها من ذاتها ومن الفأر :
- هل القميص مكوي ؟
رمقته نظرة حادة : قميص ؟ ابيض؟ مكوي ! ما هذه الشروط ؟ ماذا اسمع ؟ امامك غيره ارتديه .
- لا اريد غيره .
ردت بتأفف : انت تتعمد اثارتي اما ترى .
قاطعها : قميصي اهم من اوراقك ومن شرودك .
اهتزت من الداخل صاحت : تأدب يا ولد لا دخل لك بشرودي اذهب واعتمد على نفسك .
رد بتبجح : لست بنتاً حتى اكوي القميص ..
سخرت : هكذا اذن .. وبحزم لن اكويه لك ..
دق الارض بقدميه : حسناً سأكويه على طريقتي...
تركته يفعل وعادت لحيرتها في أي زاوية من زوايا الليل يقبع الفأر الكبير ..
فصوت مركوب يهوى , هرعت الى الداخل اكوام الملابس فوق السرير , الخزانة تفتح ذراعيها وتكشف عورتها ! بادَرها الولد قائلاً : انظري ماذا وجدت في الخزانة ؟
حدقت ... فأر ؟ مقتول ؟ دم ؟ احمر قان .. .. عينان متحجرتان ترسل نظرات عاتبة تودعها في حجر ضيق يشد على صدرها وانفاسها , تحس بالاختناق , صوت مبحوح يطن في اذنيها :
- ستفتقدين انفاس ي ي ي
- اندفعت من غير تفكير : لماذا قتلته ؟
- رفع القميص في وجهها وقال : انظري ماذا فعل ...
- غرقت بالضحك , لم تكن تضحك من قبل , تراه انتقم منها ام انتفم لها ؟
- صوت ولدها يقول : امي لا زال حياً يتحرك ..
كبت السنين مارد جبار يرتفع بقدمه وينزل عليه .. تهرسه تطحنه تقذفه بعيداً بعيداً .. قطة عابرة لعلها جائعة تلتهمة بسرعة ..
تنتبه الى ولدها يسأل : امي هل كان فأر أم فأرة ؟
ردت باستعجال : لا , انه فأر .
استوضحها : ما ادراك بذلك ؟
قالت : الفأرة لا تخرج في هذا الوقت المتأخر من الليل .
لوى بوزه مندهشاً : لا افهم ..
ردت هذا احسن .
حدق بها وحدقت به تحاول ان تهرب منه ومن نظراته تعود الى ذاتها : هل مات الفأر ؟
-ماذا تقولين انت ؟
- لقد دسته بقدمي !
- ما دمت تشككين في موته فهو حي يرزق ...
انتفضت : هل سيعود ؟
- ثانية وثالثه ورابعة هذا يعتمد على قوة قدميك .
اكدت لنفسها : لقد مات وشبع موتاً .
- الايام القادمة هي الحكم .
عادت الى مكتبها تنظر من خلف زجاج الزمن الصامت تشق جدران اقدارها بعوالم محفورة خالدة تحتضن أمنها المفقود ...
اصوات قضم غير بعيدة يعاودها الاهتزاز وظلت مع الأصوات تحتضن عمرها السابق واللاحق بكثير من الاصرار....
الكلمات تنساب شلالا متدفقاً , صوت قضم ينبعث من زاوية مظلمة , يتراجع المد وينحسر الموج ..
شنت اذنيها تحاول ان تَتََبين مصدر الصوت , رأته يطل برأسه الصغير يحملق بعينين صغيرتين كعودي ثقاب , تسمرت مكانها , قشعريره باردة تهزها : انت ؟
مضى الى مكتبها صاحت : لن اسمح لك بقضمة , انه عصارة عمري وايامي انه قدري ..
رمقها بنظرة وقال : انا قدرك ولا قدر لك سواي ..
هرعت تدافع عن قدرها بِأِصرار ؟ لم تترك قصاصة ورق الا وبحثت داخلها وخارجها , لا اثر له , ضحكت من نفسها , لعلها واهمة ,
عادت الى الموج تحاول ان تغرق منه لترتوي عاد من جدد , في عينيه اصرار غريب سمعته يقول :
لماذا لا اكون بطل ايامك القادمة ؟
هزت رأسها مستنكرة : بطل ؟ انت ؟ أٍِلزم حدودك وَعُدْ الى جحرك ..
رد باعتداد : لا تتعالي والليل يجمعنا .
قالت : ستظل فأراً حتى لو كنت اسداًَ.
ضحك , خنجر يُدَمي ايامها , اقترب منها , ابتعدت : قف مكانك ! لا تتحرك !
توقف في تحفز : لاحظي لا انفاس في الغرفة غير انفاسي وانفاسك ...
سخرت ثانية : انت واهم وتحب ان ترفع من شأنك .
حاول ان يستفزها : بل سأظل احط من قدرك .
ردت : تلك مشكلتك لا شأن لي بها .
قال متابعاً : سأظل في دائرة ايامك لن تستطيعي مني فكاكا ...
فحملقت به أصدرت مواءاً كالقطط , وثبت وثبة تراجع الى الوراء .. ضحكت : ها انت تتراجع ايها البطل , يخيفك ويفزعك المواء ..
قال : انا اساعد للضربة القاضية .
ردت : تهديد اجوف كداخلك .
صاح يقلد الأسد : انا داخلك وخارجك انا كل مسارك .
قالت : بامكانك ان تزأر وان تصهل وان ...
استدار ومضى سريعاً , يقضم الكلمات , الحروف , الفواصل , وجدت نفسها تلهث وراء مفتاح الصول , الاوتار مهزوزة واللحن نشاز , ما زال امامها , تراه وتحس به , يدخل جيوبها , يخرج من اكمامها , يشدها من اذنيها , تحاول ان تبعده , اسنانه الحادة تنغرس في جلدها , تتألم ولا تصيح تكتم انفاسها , حركة اتية من بُعدْ تقترب , يمضي الفأر منزعجاً تسمعه يقول : لا تفرحي كثيراً سأعود ..
صوت وَلَدَها يأخذها من ذاتها ومن الفأر :
- هل القميص مكوي ؟
رمقته نظرة حادة : قميص ؟ ابيض؟ مكوي ! ما هذه الشروط ؟ ماذا اسمع ؟ امامك غيره ارتديه .
- لا اريد غيره .
ردت بتأفف : انت تتعمد اثارتي اما ترى .
قاطعها : قميصي اهم من اوراقك ومن شرودك .
اهتزت من الداخل صاحت : تأدب يا ولد لا دخل لك بشرودي اذهب واعتمد على نفسك .
رد بتبجح : لست بنتاً حتى اكوي القميص ..
سخرت : هكذا اذن .. وبحزم لن اكويه لك ..
دق الارض بقدميه : حسناً سأكويه على طريقتي...
تركته يفعل وعادت لحيرتها في أي زاوية من زوايا الليل يقبع الفأر الكبير ..
فصوت مركوب يهوى , هرعت الى الداخل اكوام الملابس فوق السرير , الخزانة تفتح ذراعيها وتكشف عورتها ! بادَرها الولد قائلاً : انظري ماذا وجدت في الخزانة ؟
حدقت ... فأر ؟ مقتول ؟ دم ؟ احمر قان .. .. عينان متحجرتان ترسل نظرات عاتبة تودعها في حجر ضيق يشد على صدرها وانفاسها , تحس بالاختناق , صوت مبحوح يطن في اذنيها :
- ستفتقدين انفاس ي ي ي
- اندفعت من غير تفكير : لماذا قتلته ؟
- رفع القميص في وجهها وقال : انظري ماذا فعل ...
- غرقت بالضحك , لم تكن تضحك من قبل , تراه انتقم منها ام انتفم لها ؟
- صوت ولدها يقول : امي لا زال حياً يتحرك ..
كبت السنين مارد جبار يرتفع بقدمه وينزل عليه .. تهرسه تطحنه تقذفه بعيداً بعيداً .. قطة عابرة لعلها جائعة تلتهمة بسرعة ..
تنتبه الى ولدها يسأل : امي هل كان فأر أم فأرة ؟
ردت باستعجال : لا , انه فأر .
استوضحها : ما ادراك بذلك ؟
قالت : الفأرة لا تخرج في هذا الوقت المتأخر من الليل .
لوى بوزه مندهشاً : لا افهم ..
ردت هذا احسن .
حدق بها وحدقت به تحاول ان تهرب منه ومن نظراته تعود الى ذاتها : هل مات الفأر ؟
-ماذا تقولين انت ؟
- لقد دسته بقدمي !
- ما دمت تشككين في موته فهو حي يرزق ...
انتفضت : هل سيعود ؟
- ثانية وثالثه ورابعة هذا يعتمد على قوة قدميك .
اكدت لنفسها : لقد مات وشبع موتاً .
- الايام القادمة هي الحكم .
عادت الى مكتبها تنظر من خلف زجاج الزمن الصامت تشق جدران اقدارها بعوالم محفورة خالدة تحتضن أمنها المفقود ...
اصوات قضم غير بعيدة يعاودها الاهتزاز وظلت مع الأصوات تحتضن عمرها السابق واللاحق بكثير من الاصرار....
مـــــــــرام- مشـــــرفــــه
- عدد المساهمات : 180
نقاط : 237
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
العمر : 36
الموقع : نــابــلــــس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى