تفسير اعظم سوره في القرأن( الفاتحه )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير اعظم سوره في القرأن( الفاتحه )
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله...........أما بعد
جاء في فضل سورة الفاتحة عدة أحاديث سأذكر بعضها في آخر الموضوع لأن المقصودي الأول في هذا الموضوع هو تفسيرها وتقريب معانيها ,فأقول وبالله التوفيق
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(بسم)أي: أبتدئ بسم الله والباء للاستعانه ,أي أستعين بالله في قرأتي وإذا قيلت قبل الكتابه أي أستعين بالله في كتابتي.... وهكذا و(الله) هو المألوه المعبود المستحق لأن يفرد وحده بالعباده
و(الرحمن الرحيم) اسمان مشتتقان من الرحمة ,والرحمن أشد مبالغة من الرحيم , و(الرحمن) صفة لذاته سبحانه وتعالى أي: الواسع الرحمة و (الرحيم) صفة لفعله سبحانه وتعالى , أي: الموصل رحمته لخلقه.
(الحمد لله رب العالمين)
(الحمد) هو الثناء على الله بذكر صفات الكمال ونعوت الجلال , قال العثيمين: الله مستحق الحمد لكمالين 1- لكمال نعمه وفضله على خلقه , 2- ولكمال صفاته ونعوت جلاله
(رب العالمين) الرب: السيد المالك المتصرف المربي لجميع العالمين بنعمه , (العالمين) : وهو كل موجود في الكون غير الله سبحانه وتعالى ,وقال الزجاج: كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة , والعالم مشتق من العلامة وذلك لأنه علامة على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته سبحانه وتعالى
(الرحمن الرحيم) وقد تقدم ذكر معناها
(مالك يوم الدين)
(مالك) المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي آثارها أنه يأمر وينهي , ويثيب ويعاقب , ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات , (يوم الدين) وهو اليوم الذي يدان الناس فيه بأعمالهم خيرها وشرها , فهو الذي له تمام التصرف في ذلك اليوم , والله عز وجل مالك هذا اليوم وجميع الأيام وإنما خصص هنا بمالك يوم القيامة لأنه لا يملك أحدا معه في ذلك اليوم حكما أو تصرفا , ولا يتكلم أحد إلا بإذنه بخلاف بقية الأيام والأزمنة.
(إياك نعبد وإياك نستعين)
أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة ,لأنه حصل تقديم وتأخير لأن الجملة في الأصل (نعبدك) فإذا أخرنا الفعل كما في (إياك نعبد) أفاد شي زيادة على مجرد العبادة , وهو التفرد بالعبادة فكأنه يقول: نعبدك ولانعبد غيرك , ونستعين بك ولانستعين بغيرك.
والعبادة: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة , والاستعانة: هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحصيل ذلك .(اهدنا الصراط المستقيم) أي: دلنا وأرشدنا ووفقنا إلى سلوك الصراط المستقيم , وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به , وقيل: هو الإسلام
(صراط الذين أنعمت عليهم)
أي : طريق الذين مننت عليهم بالعلم النافع والعمل الصالح من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(غير المغضوب عليهم ولا الضآلين)
أي: لا طريق المغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ولم يعلموا به به كاليهود ونحوهم, وغير طريق الضالين وهم الذين تركوا الحق على جهل وضلال كالنصارى ونحوهم.
ولتحقيق الخشوع في هذه السورة أيضا عليه أن يقرأ هذا الحديث بقلب واع , فعند مسلم أن أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ فَقَالَ اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ
{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }
قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ)
والحمد لله رب العالمين
ابن الجزائر- عضـــــو نشـــــيط
- عدد المساهمات : 37
نقاط : 31
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
العمر : 44
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى